حكاية الجمل والحمار
" ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺍﻟﺠﻤﻞ ﻭﺍﻟﺤﻤﺎﺭ " 1 ﺳﺌﻢ ﺟﻤﻞ ﻣﺸﺎﻛﺲ ﻭﻋﻨﻴﺪ ، ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺒﺪﺍﻭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺸﻬﺎ ، ﻓﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ ﻣﺮﺍﻓﻘﺔ ﺍﻟﻘﺎﻓﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﻠﻬﺎ ﻭ ﺗﺮﺣﺎﻟﻬﺎ .. ﻭﻗﺮﺭ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﺮﺏ ﻣﺪﻳﻨﺔ ، ﻣﻤﻨﻴﺎ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﺎﻟﺮﺍﺣﺔ ﻭﺭﻏﺪ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺍﻟﻮﻓﻴﺮ . ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻭﻭﻋﺮﺓ ﻭﻣﻤﻠﺔ ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻭﻃﺄﺕ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﺃﺷﺪ ﺇﻳﻼﻣﺎ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺐ ﻭﻭﻋﻮﺭﺓ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ . ﺃﻣﻀﻰ ﻧﻬﺎﺭﻩ ﻛﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﺩﻭﻧﻤﺎ ﺗﻮﻗﻒ .. ﻭﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﻣﻐﻴﺐ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺑﺴﺎﻋﺔ ﺃﻭ ﺳﺎﻋﺘﻴﻦ .. ﺳﺎﺭ ﻓﻲ ﺩﺭﻭﺑﻬﺎ ﺑﺤﺬﺭ ﺷﺪﻳﺪ ، ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ ﻋﺸﺎﺀ ﺣﻀﺮﻱ ﺷﻬﻲ ﻭﻟﺬﻳﺬ ، ﻳﻨﺴﻴﻪ ﻣﺘﺎﻋﺐ ﺭﺣﻠﺘﻪ ﺍﻟﺸﺎﻗﺔ .. ﻣﺮ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺑﺤﻤﺎﺭ ﺣﻀﺮﻱ - ﻭﺍﻗﻒ ﻛﻌﺎﺩﺗﻪ - ﻓﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ .. ﻭﺩﻋﺎﻩ ﻟﻤﺮﺍﻓﻘﺘﻪ ، ﻓﻮﺍﻓﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ . ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺗﺠﻮﺍﻟﻬﻤﺎ ﺑﺪﺭﻭﺏ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻋﺜﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺑﺴﺘﺎﻥ ﻛﺒﻴﺮ ، ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺿﻔﺔ ﺍﻟﻨﻬﺮ .. ﻓﺘﺴﻠﻼ ﺇﻟﻴﻪ ﺗﺤﺖ ﺟﻨﺢ ﺍﻟﻈﻼﻡ .. ﻭﺍﻧﻬﻤﻜﺎ ﻳﺄﻛﻼﻥ ﻣﻦ ﺧﻴﺮﺍﺗﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ﺑﻨﻬﻢ ﺷﺪﻳﺪ . ﺷﺮﻉ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﻳﺘﻘﺎﻓﺰ ﻭﻳﺮﻗﺺ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﻔﺮﺡ .. ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺳﺮﻭﺭﻩ ﻭﺍﻏﺘﺒﺎﻃﻪ ﺑﻤﺎ ﻇﻔﺮ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻧﻌﻢ .. ﻳﺼﺪﺭ ﺃﺻﻮﺍﺗﺎ ﻣﺰﻋﺠﺔ ﺃﻏﻀﺒﺖ ﺍﻟﺠﻤﻞ .. ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ـ ﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺗﺄﻛﻞ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻭﺑﺼﻤﺖ ﻳﺎ ﺻﺎﺣﺒﻲ .. ﺿﺤﻚ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ـ ﻣﺎﺫﺍ ﻗﻠﺖ .. ﺁﻛﻞ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻭﺑﺼﻤﺖ .. !! ﺃﻧﺎ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ .. ﻭﻟﻴﺲ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻷﻛﻞ. ـ ﺍﺧﻔﺾ ﻣﻦ ﺻﻮﺗﻚ ﺍﻟﻤﺰﻋﺞ ﻳﺎ ﺻﺪﻳﻘﻲ .. ﺃﺧﺸﻰ ﺃﻥ ﻳﺸﻌﺮ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻥ ﺑﻮﺟﻮﺩﻧﺎ .. ﻓﻴﺬﺑﺤﻮﻧﻨﺎ ﻭﻳﺄﻛﻠﻮﻧﻨﺎ ﺃﻛﻼ . ـ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺑﺪ ....... ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻌﺎﺭ ﺃﻥ ﺗﻤﻮﺕ ﺟﺒﺎﻧﺎ . ـ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻚ ﺷﻦ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺍﻟﻌﺎﺭ ﻭﺍﻟﺠﺒﻦ . ـ ﺑﻤﺎ ﺃﻧﻨﻲ ﻣﻴﺖ ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ ﻳﺎ ﺻﺎﺣﺒﻲ .... ﻓﻤﻦ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻟﻲ ﺃﻥ ﺃﻣﻮﺕ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻏﻨﻲ .. ﻫﻨﺎ .. ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻈﻼﻝ ﺍﻟﻮﺍﺭﻓﺔ ﻭﺍﻟﺨﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻮﺍﻓﺮﺓ .. ﻣﻦ ﺃﻥ ﺃﻣﻮﺕ - ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺭﻋﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ - ﺑﺎﺋﺴﺎ ﻭﺟﺎﺋﻌﺎ ﻛﺄﻱ ﺣﻤﺎﺭ ﺃﺟﺮﺏ . ـ ﻟﻘﺪ ﺣﺬﺭﺗﻚ ﻭﺃﻧﺬﺭﺗﻚ ﻳﺎ ﺻﺪﻳﻘﻲ .. ﻭﻗﺪ ﺃﻋﺬﺭ ﻣﻦ ﺃﻧﺬﺭ . ـ " ﺷﻦ ﺩﺧﻠﻚ " .. ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻏﻨﻲ ".. ﺯﻧﺖ ﻓﻲ ﺭﺃﺳﻲ.. " ﺃﺗﺨﺸﻰ ﺃﻥ ﻳﺘﻬﻤﻮﻧﻚ ﺃﻧﺖ ﺑﺎﻟﻐﻨﺎﺀ . ـ ﻳﺘﻬﻤﻮﻧﻨﻲ ﺃﻧﺎ !!! .. ﻻ .. ﺇﻧﻬﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺻﻮﺗﻚ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺻﻮﺕ ﺁﺧﺮ. ـ ﻭﺍﻭ .. " ﻭﺍﻟﻠﻪِ ﻣﺎ ﻧﺤﺴﺎﺑﻚ ﺟﺒﺎﻥ ﻳﺎ ﺟﻤﻮﻟﻪ .. " ﺃﺗﺨﺎﻑ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ .. ؟ 2 ﻟﻢ ﻳﻤﺘﺜﻞ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺍﻟﺠﻤﻞ .. ﻛﺎﻥ ﻋﻨﻴﺪﺍ ﻭﻣﺸﺎﻛﺴﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﻭﺍﻓﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺒﺎﺀ .. ﻭﻟﺬﺍ ﻣﺎ ﻟﺒﺚ ﺃﻥ ﺭﻓﻊ ﻋﻘﻴﺮﺗﻪ ﻭﺷﺮﻉ ﻳﻐﻨﻲ ﺑﺼﻮﺕ ﻋﺎﻝ ﻭﻣﺰﻋﺞ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻻ ﻳﻄﺎﻕ .. ﻛﺎﻥ ﺻﻮﺗﻪ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻮﻳﻞ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﺡ ﻣﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ . ﺗﻨﺎﻫﻰ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﻤﺎﻉ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻥ ﻧﻬﻴﻖ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﻭﻋﺮﻓﻮﺍ ﻣﺼﺪﺭﻩ .. ﻓﻬﺒﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺑﺴﺘﺎﻧﻬﻢ ﻣﺴﺮﻋﻴﻦ .. ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﻭﺍﻟﺠﻤﻞ .. ﻓﺄﻣﺴﻜﻮﺍ ﺑﻬﻤﺎ ﻭﺃﺷﺒﻌﻮﻫﻤﺎ ﺭﻛﻼ ﻭﺿﺮﺑﺎ .. ﻭﺣﺒﺴﻮﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﺠﺮﺓ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﻏﻼﻕ .. ﻭﺗﺸﺎﻭﺭﻭﺍ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ .. ﻋﻦ ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﺤﻘﺎﻥ . ﺃﻗﺘﺮﺡ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺬﺑﺤﺎ ﻋﻘﺎﺑﺎ ﻟﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﺘﺪﺍﺋﻬﻤﺎ ﻭﺗﺨﺮﻳﺒﻬﺎ ﻟﻠﺒﺴﺘﺎﻥ .. ﻭﺍﻗﺘﺮﺡ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻵﺧﺮ ، ﺃﻥ ﻳﻌﺎﻗﺒﺎ ﻣﺮﺗﻴﻦ : ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﺎ - ﺃﻭﻻ - ﻓﻲ ﻧﻘﻞ ﻣﺨﺰﻥ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﻴﺮ ، ﺇﻟﻰ ﻣﺨﺰﻥ ﺁﺧﺮ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﻔﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻬﺮ .. ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﺘﺨﻠﺼﻮﺍ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺫﺑﺤﺎ ﻟﻼﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻟﺤﻤﻬﻤﺎ ﻭﺷﺤﻤﻬﻤﺎ . 3 ﻓﺠﺮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺨﺮﺝ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻣﻦ ﺧﺪﺭﻫﺎ .. ﺃﺧﺮﺝ ﺍﻟﺠﻤﻞ ﻭﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﻣﻦ ﺯﻧﺰﺍﻧﺘﻬﻤﺎ .. ﻭﺍﻗﺘﻴﺪﺍ ﺑﻘﺴﻮﺓ ﻭﻋﻨﻒ ﺇﻟﻰ ﻣﺨﺰﻥ ﺍﻟﺤﺒﻮﺏ .. ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻭﺿﻌﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺟﻮﺍﻻﺕ ﺍﻟﺸﻌﻴﺮ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﻄﻴﻘﺎﻥ .. ﻭﺍﺗﺠﻬﻮﺍ ﺑﻬﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ .. ﻭﻋﻨﺪ ﺿﻔﺔ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﺍﻧﻬﺎﻟﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺿﺮﺑﺎ ، ﻛﻲ ﻳﻌﺒﺮﺍﻩ ﺑﺤﻤﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺜﻘﻴﻠﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻀﻔﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ . ﻟـﻢ ﻳﻤﺾ ﻛﺜﻴﺮ ﻭﻗﺖ .. ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻎ ﺍﻟﺘﻌﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﻣﺒﻠﻐﻪ .. ﻗﺎﻭﻡ ﻭﻗﺎﻭﻡ ﻭﺗﺤﻤﻞ ﻭﺻﺒﺮ .. ﻟﻜﻨﻪ ﺗﻬﺎﻭﻯ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ ﺑﺤﻤﻠﻪ ﺍﻟﺜﻘﻴﻞ ، ﻭﺳﻘﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺮ. ﻫﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻥ ﻣﺴﺮﻋﻴﻦ ، ﺧﻮﻓﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﻻﺕ ﺍﻟﺸﻌﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﺠﺮﻓﻬﺎ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ .. ﻭﺃﻣﺴﻜﻮﺍ ﺑﺎﻟﺤﻤﺎﺭ ﻭﺣﺎﻭﻟﻮﺍ ﺇﻳﻘﺎﻓﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻣﻴﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ .. ﻓﻘﺮﺭﻭﺍ ﻋﻨﺪ ﺫﺍﻙ ﺃﻥ ﻳﻀﻌﻮﻩ ﻭﺣﻤﻠﻪ ﻣﻌﺎ ﻓﻮﻕ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﺠﻤﻞ . ﺗﺮﺑﻊ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﺑﺤﻤﻠﻪ ﻓﻮﻕ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﺠﻤﻞ ، ﺍﻟﺬﻱ ﻏﻀﺐ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻨﻴﻊ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﻐﻀﺐ .. ﻭﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻨﺒﺲ ﺑﺒﻨﺖ ﺷﻔﻪ . ﺗﺒﺴﻢ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﺿﺎﺣﻜﺎ ﻭﻓﺮﺣﺎ ﺑﺈﻧﻘﺎﺫﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻏﺮﻗﺎ .. ﻭﺑﺎﻣﺘﻄﺎﺋﻪ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﺠﻤﻞ ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ .. ﻭﺳﺮﺡ ﺑﺒﺼﺮﻩ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻀﻔﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻬﺮ .. ﻣﻤﻨﻴﺎ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﻠﻮﻏﻬﺎ ﺑﺴﻼﻡ . 4 ﻋﻨﺪ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ .. ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺍﻟﺠﻤﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ـ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﻚ ﻳﺎ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﺍﻟﺤﻤــﺎﺭ .. ؟ ـ ﺭﺃﻳﻲ !! .. ﺭﺃﻳﻲ ﻓﻴﻤﺎ .. ؟ ـ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺃﺭﻗﺺ . ـ ﺗﺮﻗﺺ .. !! ﺇﻳﺎﻙ ﺃﻥ ﺗﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ .. ﻳﺎ ﺻﺪﻳﻘﻲ . ـ " ﺯﻧﺖ ﻓﻲ ﺭﺃﺳﻲ .. ﻛﻴﻒ ﻣﺎ ﺯﻧﺖ ﻓﻲ ﺭﺍﺳﻚ . " ـ ﺃﻋﺘﺮﻑ ﺍﻵﻥ ﺃﻧﻨﻲ ﻗﺪ ﺃﺧﻄﺄﺕ ﻓﻲ ﺣﻘﻚ .. ﺳﺎﻣﺤﻨﻲ ﺍﺭﺣﻢ ﺑﻴﻚ ﻳﺎ ﺟﻤﻮﻟﻪ . ﻟﻢ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺍﻟﺠﻤﻞ ﻟﺘﻮﺳﻠﻪ ﻭﺍﻋﺘﺬﺍﺭﻩ .. ﻛﺎﻥ ﻋﻨﻴﺪﺍ ﻭﻣﺸﺎﻛﺴﺎ ، ﻭﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﻭﺍﻓﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ .. ﻓﻤﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻣﻌﺪﻭﺩﺓ ﺣﺘﻰ ﺷﺮﻉ ﻳﺘﻘﺎﻓﺰ ﻭﻳﺘﻤﺎﻳﻞ ﻓﻲ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﻫﺴﺘﻴﺮﻳﺔ .. ﺃﻗﺮﺏ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺇﻟﻰ " ﺍﻟﻬﺬﻣﻠﺔ " ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﻗﺺ . ﺗﺸﺒﺚ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻜﻞ ﻗﻮﺗﻪ .. ﻟﻜﻨﻪ ﻣﺎ ﻟﺒﺚ ﺃﻥ ﺳﻘﻂ ﺑﺤﻤﻠﻪ ﺍﻟﺜﻘﻴﻞ ﻓﻲ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻟﻨﻬﺮ .. ﻭﻏﺮﻕ ﻭﻣﺎﺕ ﻣﻦ ﻓﻮﺭﻩ .. ﻭﻣﻀﻰ ﺍﻟﺠﻤﻞ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺑﻼ ﺍﻛﺘﺮﺍﺙ .. ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ : ـ ﻋﺬﺭﺍ ﻳﺎ ﺻﺎﺣﺒﻲ .. ﻓﻘﺪ ﺧﻠﻘﻨﺎ ﻟﻨﺤﻤﻞ ﺍﻟﺸﻌﻴﺮ ، ﻻ ﺍﻟﺤﻤﻴﺮ.
Other posts
- برنامج رعاية الأبقار الحلابة وإنتاج حليب نظيف
- الإشتراطات العامة لإنشاء المزارع
- المواصفات الفنية لمزارع الدواجن
- التكاليف التسويقية للألبان ومنتجاتها
- السياسات المؤثرة على إنتاج وتصنيع وتسويق واستهلاك الألبان ومنتجاتها في السودان
- كوفيد 19
- ماهي طرق الوقاية من فيروس كورونا
- طرق انتقال التهاب الكبد الوبائي B
- معلومات بسيطة عن مرض التيفوئيد
- كيفية كتابة خطة البحث والتنظيم الشكلي للرسالة العلمية