قصة وعبرة
ﻗﺼﺔ ﻭﻋﺒﺮﺓ
ﻳﺮﻭﻯ ﺃﻥ ﻏﻼﻣﺎً ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ﺍﻟﻤﻜﺮﻣﺔ ﺇﻟﻰ
ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻃﺎﻟﺒﺎً ﻟﻠﻌﻠﻢ، ﻭﻋﻤﺮﻩُ ﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﺛﻨﺘﻲ
ﻋﺸﺮﺓ ﺳﻨﺔ، ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳُﻔﺎﺭﻕ ﻣﻜﺔ ﺍﻟﻤﻜﺮﻣﺔ ﻗﺎﻝ
ﻷﻣﻪ: ﻳﺎ ﺃﻣﺎﻩ ﺃﻭﺻﻨﻲ.
ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻟﻪ ﺃﻣﻪ: ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﻋﺎﻫﺪﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻚ ﻻ ﺗﻜﺬﺏ.
ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﺃﺭﺑﻌﻤﺎﺋﺔ ﺩﺭﻫﻢ ﻳﻨﻔﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ
ﻏﺮﺑﺘﻪ ﻓﺮﻛﺐ ﺩﺍﺑﺘﻪُ ﻣﺘﻮﺟﻬﺎً ﺇﻟﻰ ﺑﻐﺪﺍﺩ.
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺧَﺮﺝَ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﺼﻮﺹ ﻓﺎﺳﺘﻮﻗﻔﻮﻩ،
ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ: ﺃﻣﻌﻚ ﻣﺎﻝ ﻳﺎ ﻏﻼﻡ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ: ﻧﻌﻢ
ﻣﻌﻲ ﺃﺭﺑﻌﻤﺎﺋﺔ ﺩﺭﻫﻢ. ﻓﺰﺅﻭﺍ ﻣﻨﻪ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ:
ﺍﻧﺼﺮﻑ ﻓﻮﺭﺍً ﺃﺗﻬﺰﺃ ﺑﻨﺎ ﻳﺎ ﻏﻼﻡ؟ ﺃﻣﺜﻠﻚ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻌﻪ
ﺃﺭﺑﻌﻤﺎﺋﺔ ﺩﺭﻫﻢ؟! ﻓﺎﻧﺼﺮﻑ ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻮ ﻓﻲ
ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺇﺫ ﺧﺮﺝ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﺋﻴﺲ ﻋﺼﺎﺑﺔ ﺍﻟﻠﺼﻮﺹ
ﻧﻔﺴﻪُ ﻭﺍﺳﺘﻮﻗﻔﻪُ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﻣﻌﻚ ﻣﺎﻝٌ ﻳﺎ ﻏﻼﻡ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻐﻼﻡ: ﻧﻌﻢ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻭﻛﻢ ﻣﻌﻚ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺃﺭﺑﻌﻤﺎﺋﺔ ﺩﺭﻫﻢ. ﻓﺄﺧﺬﻫﺎ ﻗﺎﻃﻊ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ
ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺳﺄﻝ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺻﺪﻗﺘﻨﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﺳﺄﻟﺘﻚ ﻭﻟﻢ ﺗﻜﺬﺏ ﻋﻠﻲّ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺇﻟﻰ
ﺿﻴﺎﻉ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪُ ﺍﻟﻐﻼﻡ: ﺻﺪﻗﺘﻚ ﻷﻧﻨﻲ ﻋﺎﻫﺪﺕ
ﺃﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻻ ﺃﻛﺬﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ.
ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻘﺎﻃﻊ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻳﺨﺸﻊ ﻗﻠﺒﻪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻠﻐﻼﻡ: ﻋﺠﺒﺖ ﻟﻚ ﻳﺎ ﻏﻼﻡ ﺗﺨﺎﻑ
ﺃﻥ ﺗﺨﻮﻥ ﻋﻬﺪ ﺃﻣﻚ ﻭﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﺧﺎﻑ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ
ﻭﺟﻞ، ﻳﺎ ﻏﻼﻡ ﺧﺬ ﻣﺎﻟﻚ ﻭﺍﻧﺼﺮﻑ ﺁﻣﻨﺎً ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻋﺎﻫﺪ
ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻧﻨﻲ ﻗﺪ ﺗﺒﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻚ ﺗﻮﺑﺔً ﻻ ﺃﻋﻄﻴﻪ
ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺃﺑﺪﺍً. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻮﻥ ﻟﻪ ﻣﻦ
ﺍﻟﺴﺎﺭﻗﻴﻦ، ﻭﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺤﻤﻞ ﻣﺎ ﺳﺮﻗﻪ ﻟﻴﺴﻠﻤﻮﻩ
ﺇﻳﺎﻫﺎ، ﻓﻮﺟﺪﻭﻩ ﻳﺒﻜﻲ ﺑﻜﺎﺀ ﺍﻟﻨﺪﻡ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ: ﺇﻥ
ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺄﻣﺮﻛﻢ ﺃﻥ ﺗﺆﺩﻭﺍ ﺍﻷﻣﺎﻧﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻠﻬﺎ.
ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ: ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺗﺒﺖ ﻭﺃﻧﺖ ﺯﻋﻴﻤﻨﺎ
ﻓﻨﺤﻦ ﺃﻭﻟﻰ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﻣﻨﻚ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺗﺎﺑﻮﺍ ﺟﻤﻴﻌﺎً.
ﺇِﻧَّﻚَ ﻟَﺎ ﺗَﻬْﺪِﻱ ﻣَﻦْ ﺃَﺣْﺒَﺒْﺖَ ﻭَﻟَٰﻜِﻦَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻳَﻬْﺪِﻱ ﻣَﻦْ ﻳَﺸَﺎﺀُ ۚ
ﻭَﻫُﻮَ ﺃَﻋْﻠَﻢُ ﺑِﺎﻟْﻤُﻬْﺘَﺪِﻳﻦَ .
Other posts
- برنامج رعاية الأبقار الحلابة وإنتاج حليب نظيف
- الإشتراطات العامة لإنشاء المزارع
- المواصفات الفنية لمزارع الدواجن
- التكاليف التسويقية للألبان ومنتجاتها
- السياسات المؤثرة على إنتاج وتصنيع وتسويق واستهلاك الألبان ومنتجاتها في السودان
- كوفيد 19
- ماهي طرق الوقاية من فيروس كورونا
- طرق انتقال التهاب الكبد الوبائي B
- معلومات بسيطة عن مرض التيفوئيد
- كيفية كتابة خطة البحث والتنظيم الشكلي للرسالة العلمية